الخميس، ١٥ مايو ٢٠١٤
تربية طفل ذو أخلاق
ا الذي يتطلبه الأمر لتصبح أبًا جيدًا؟ نحن نعرف بعض الحيل التي يقوم
بها الآباء والأمهات لتعليم أطفالهم ليصبحوا متفوقين، فعلى سبيل المثال؛
تشير الأبحاث إلى أن الآباء والأمهات الذين يثنون على جهود أطفالهم أكثر من
ثنائهم على قدراتهم، ينمو أطفالهم أقوى من حيث أخلاقيات العمل وأكثر
حماسًا.
وعلى الرغم من أن بعض الآباء يتنفسون من خلال إنجازات أطفالهم، إلا أن
النجاح ليس رقم واحد في أولوية معظم الآباء والأمهات، فقد كشفت استطلاعات
الرأي في الولايات المتحدة أن الآباء من أصول أوروبية وإفريقية وآسيوية
وإسبانية يهتمون بتربية أطفال ذوي أخلاق أكثر من اهتمامهم بالإنجازات، وهذه
الأنماط وُجِدَت في جميع أنحاء العالم، وعندما سُئِلَ أشخاص من 50 بلدًا
عن أهم المبادئ التوجيهية في الحياة، فكانت القيمة التي تمثل أهمية كبرى
ليست الإنجاز، ولكن العطف والحنان.
وبصرف النظر عن أهمية تلك القيمة في حياتنا، إلا أن تعليم أطفالنا أن يهتموا بالآخرين ليست بالمهمة البسيطة، فهناك دراسة إسرائيلية أقيمت على ما يقرب من 600 عائلة، وجدت أن الآباء الذين يقدرون قيم حسن الخلق والرحمة كثيرًا ما فشلوا في تربية أطفال لديهم نفس القيم .
هل هناك ببساطة بعض الأطفال لطفاء والبعض لا؟ على مدى العقد الماضي قام الكاتب بدراسة النجاح المدهش من الأشخاص الذين يقومون باستمرار بمساعدة آخرين لا تربطهم بهم أي صلة وأوضحت الدراسات أن حوالي من الربع إلى النصف من نسبة نزعتنا الطبيعية للعطاء والعطف تكون وراثية.
وعندما يكمل الطفل عامه الثاني، يجرب بعض العواطف الأخلاقية التي تأتي من المشاعر الناجمة عن الصواب والخطأ، وتشير الأبحاث إلى أن الثناء “المدح” له فعالية أكبر من المكافآت لتعزيز العطف كسلوك صحي، لأن اتباع نظام المكافآت للأطفال قد يؤدي إلى قيام الطفل بالشيء من أجل أخذ المكافأة فقط، بينما اتباع نظام مدح لفعل الشيء يعطي للطفل الإحساس بأنه جدير بالاهتمام، لكن أي نوع من الثناء يجب أن نعطيه عندما تظهر علامات مبكرة للعطاء على أطفالنا؟
كثير من الآباء يعتقدون أنه من المهم مدح سلوك الطفل وليس الطفل نفسه، لأنهم يعتقدون بهذه الطريقة أن الطفل يتعلم تكرار السلوك، يقول الكاتب إنه يعرف زوجيْن حريصيْن على قول:
“كان هذا الشيء مفيدًا القيام به”، وليس “أنت شخص مفيد”.
لكن هل هذا هو النهج الصحيح؟ ففي تجربة ذكية، قام كل من “جوان إي جورسيس، وإيريكا ريدلر” ببحث لمعرفة ماذا يحدث عندما نشيد بالسلوك المعطاء في مقابل الإشادة بالشخصية المعطاءة نفسها، فقد تم اختيار بعض الأطفال بشكل عشوائي وألقوا عليهم الثناء بطرق مختلفة، فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 7 – 8 سنوات تم إعطاؤهم شيئًا ما وتبرعوا به إلى الفقراء، بالنسبة لبعض الأطفال، تمت الإشادة بالعمل الذي قاموا به: “كان من الجيد إعطاء ذلك الشيء لهؤلاء الفقراء، نعم كان ذلك شيء جميل ومفيد القيام به”.
وبالنسبة للبعض الآخر من الأطفال تمت الإشادة بالشخص نفسه الذي قام بالعمل نفسه قائلين:
“أعتقد أنك من النوع الذي يحب مساعدة الآخرين كلما استطعت، نعم أنت شخص لطيف ومفيد للغاية”.
وبعد بضعة أسابيع لوحظ أنه عندما وجد المزيد من الفرص للعطاء والمشاركة مع الغير، كان الأطفال الذين تمت الإشادة بشخصياتهم أكثر سخاء من الذين تمت الإشادة بأفعالهم، فالإشادة “المدح” بالشخصية نفسها يساعدهم على استيعاب ذلك كجزء من هويتهم وتعلم الأطفال من يكونون من خلال مراقبة تصرفاتهم “أنا شخص مفيد”.
هذا الأمر يتوافق مع الأبحاث الجديدة التي يقودها عالم النفس “كريستوفر بريان” والذي يرى أنه بالنسبة للأخلاق الجيدة، يفضل استخدام الصفات بدلاً من الأفعال، ووجد أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3-6 سنوات يكونون أكثر فاعلية بنسبة تتراوح من 22-29% عندما تتم دعوتهم للمساعدة في مهمة ما محددة بدلاً من دعوتهم للمساعدة عمومًا، وهذا يشجعهم على أن يكونوا “متعاونين”، عندما تصبح أفعالنا انعكاسًا لشخصياتنا، فنحن نميل بشكل أكبر تجاه الخيار الأخلاقي والمعطاء، ومع مرور الوقت يمكن أن تصبح جزءًا منا.
الثناء “المدح” على ما يبدو له تأثير خاص في الفترات الحرجة عندما يتطور لدى الأطفال الشعور بالهوية، فعندما أشاد كل من “جوان إي جورسيس، وإيريكا ريدلر” بطباع الأطفال ذوي الخمس سنوات، لم يكن للفوائد التي ربما نتجت أي تأثير دائم، وهذا قد يرجع إلى أنهم في سن صغير جدًّا لاستيعاب الطابع الأخلاقي كجزء من الشعور المستقر للذات، وبمرور الوقت تختفي الاختلافات بين مدح الشخص ومدح الفعل للأطفال الذين في سن العاشرة، ويكون لكل منهما تأثير فعال وإيجابي، ويبدو أن ربط صفة الكرم والعطاء بالشخصية أكثر أهمية في سن الثامنة من العمر؛ حيث تكون بداية بلورة مفاهيم الهوية لدى الأطفال.
الثناء كرد فعل على حسن السلوك هو نصف المعركة، ولكن رد فعلنا على السلوك السيئ مهم أيضًا، فعندما يتسبب الأطفال بأذى فعادة ما يشعرون بأحد هذه العواطف الأخلاقية: الشعور بالعار “الخزي” أو الشعور بالذنب، وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأن هذه العواطف قابلة للتغيير، إلا أن البحث الذي يقوده الطبيب النفسي “جون بريس تانجني” يكشف أن تلك العواطف لها أسباب ونتائج مختلفة جدًّا، فالشعور بالعار “الخزي” هو شعور يجعلني أشعر بأني شخص سيئ، في حين أن الشعور بالذنب هو شعور بأني فعلت شيئًا سيئًا، الشعور بالخزي يكون الحكم السلبي على الذات الأساسية، والتي هي مدمرة: ذلك الإحساس يجعل الطفل يشعر بأنه بلا قيمة وفائدة ووضيع، وتكون النتيجة إما أن يهاجم الهدف (قولاً أو فعلاً) وإما أن يهرب من الموقف تمامًا، وفي المقابل فإن الشعور بالذنب هو الحكم السلبي على التصرف نفسه، والذي يمكن إصلاحه عن طريق حسن السير والسلوك، وعندما يشعر الطفل بالذنب فإنه يميل إلى تجربة الندم والأسف، والتعاطف مع الشخص الذي أساء له ومحاولة إصلاح الأمر.
فإذا كنا نريد لأطفالنا أن يهتموا بالآخرين، فنحن بحاجة لنعلمهم أن يشعروا بالذنب بدلاً من الشعور بالخزي والعار عندما يسيئوا التصرف، وفياستعراضللأبحاث عن العواطف والتنمية الأخلاقية لعالمة النفس “نانسي إيزنبرغ”، وُجِدَ أن العار يحدث عندما يُعبر الآباء عن غضبهم، ويتراجعون عن حبهم أو يحاولون تأكيد قوتهم من خلال تهديدات العقاب، ومن هنا قد يعتقد الأطفال أنهم أشرار، وخوفًا من هذا التأثير يفشل بعض الآباء في ممارسة الانضباط بالكلية والذي يتسبب في إعاقة تطوير المعايير الأخلاقية القوية.
الاستجابة الأكثر فعالية للسلوك السيئ هو التعبير عن خيبة الأمل؛ فوفقًا لأبحاث حرة وُجِدَ أن الآباء عليهم زيادة الاهتمام بأطفالهم بالإعراب عن خيبة الأمل وشرح لماذا كان السلوك خاطئًا، وكيف يتأثر الآخرون، وكيف يمكن تصحيح ذلك الوضع الخاطئ، فهذا يطور من قدرة الأطفال على وضع معايير للحكم على أفعالهم ويجعلهم قادرين على التعاطف والإحساس بالمسئولية تجاه الآخرين، والشعور بالهوية الأخلاقية التي تؤدي إلى أن يصبح شخصًا مفيدًا.
التأثير الإيجابي للتعبير عن خيبة الأمل هو أن يرتبط الرفض بالسلوك الخاطئ، إلى جانب التوقعات العالية واحتمالات التحسن والتطوير من جانب الطفل:
“أنت شخص جيد، حتى لو فعلت شيًئا سيًئا، وأنا أعلم أنك يمكنك فعل ما هو أفضل من ذلك”
فالأطفال يتعلمون الكرم والعطاء ليس من خلال الاستماع إلى ما يقوله قدوة لهم، ولكن من خلال مراقبتهم لما يفعلونه.
في تجربة تقليدية، قام أحد علماء النفس باختبار 140 طفلًا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية عن طريق إعطائهم جوائز من أجل الفوز في لعبة، هذه الجوائز يمكنهم الاحتفاظ بها أو التبرع بها لبعض الأطفال الفقراء. في البداية شاهدوا مدرسًا يمارس اللعبة مرة بالاحتفاظ بالجائزة ومرة بالتبرع بها، ثم يقوم بوعظهم عن أهمية الاحتفاظ بالشيء أو العطاء أو لا يقوم بالوعظ نهائيًّا. وقد كان تأثير الكبار ملحوظًا فالأفعال في الواقع أثرت أكثر بكثير من الأقوال، فعندما تصرف المدرس بأنانية، تبعه الأطفال، ولم تؤثر المواعظ كثيرًا، وعندما تصرف المدرس بسخاء، قام الأطفال بالتبرع بنفس ما تبرع به سواء تمت موعظتهم عن فضل الكرم أم لا (فقد أعطوا حوالي 85% أكثر من الطبيعي سواء تمت موعظتهم أم لا)، وعندما كلمهم المدرس عن فضل الأنانية رغم تصرفه بسخاء (أعطوا حوالي 49% أكثر من الطبيعي)، إن الأطفال يتعلمون الكرم ليس بالاستماع إلى ما يقوله من يمثلون قدوة لهم، ولكنهم يتعلمونه بمراقبة تصرفاتهم.
لاختبار ما إذا كان تأثير القدوة الحسنة يدوم، قام العلماء بتجربة نفس اللعبة بعد شهرين، ووجدوا أن أكثر الأطفال عطاءً هم أولئك الذين شاهدوا المدرس يعطي بسخاء ولم يستمعوا إلى أي مواعظ، وبعد شهرين آخرين، هؤلاء الأطفال كانوا أكثر سخاءً بنسبة 31% من الأطفال الذين شاهدوا المدرس يعطي بسخاء واستمعوا للموعظة، إن رسالة هذا البحث واضحة جدًّا، إذا لم تكن قدوة للعطاء فالموعظة لن تكون فعالة على المدى القصير.. أما إذا تصرفت بسخاء ثم قمت بالوعظ فإن هذا سيكون أقل فائدة على المدى الطويل من عدم الوعظ نهائيًا.
يعتقد الناس أن الطباع هي مسببة الأفعال، ولكن لتربية طفل صاحب أخلاق، لابد أن نتذكر أن الأفعال تشكل الطباع أيضًا، وكما قال أحد علماء النفس: “كيف أعرف من أنا قبل أن أرى ما أفعله؟ وكيف أعرف قيمتي دون أن أعرف طريقي؟”.
وبصرف النظر عن أهمية تلك القيمة في حياتنا، إلا أن تعليم أطفالنا أن يهتموا بالآخرين ليست بالمهمة البسيطة، فهناك دراسة إسرائيلية أقيمت على ما يقرب من 600 عائلة، وجدت أن الآباء الذين يقدرون قيم حسن الخلق والرحمة كثيرًا ما فشلوا في تربية أطفال لديهم نفس القيم .
هل هناك ببساطة بعض الأطفال لطفاء والبعض لا؟ على مدى العقد الماضي قام الكاتب بدراسة النجاح المدهش من الأشخاص الذين يقومون باستمرار بمساعدة آخرين لا تربطهم بهم أي صلة وأوضحت الدراسات أن حوالي من الربع إلى النصف من نسبة نزعتنا الطبيعية للعطاء والعطف تكون وراثية.
وعندما يكمل الطفل عامه الثاني، يجرب بعض العواطف الأخلاقية التي تأتي من المشاعر الناجمة عن الصواب والخطأ، وتشير الأبحاث إلى أن الثناء “المدح” له فعالية أكبر من المكافآت لتعزيز العطف كسلوك صحي، لأن اتباع نظام المكافآت للأطفال قد يؤدي إلى قيام الطفل بالشيء من أجل أخذ المكافأة فقط، بينما اتباع نظام مدح لفعل الشيء يعطي للطفل الإحساس بأنه جدير بالاهتمام، لكن أي نوع من الثناء يجب أن نعطيه عندما تظهر علامات مبكرة للعطاء على أطفالنا؟
كثير من الآباء يعتقدون أنه من المهم مدح سلوك الطفل وليس الطفل نفسه، لأنهم يعتقدون بهذه الطريقة أن الطفل يتعلم تكرار السلوك، يقول الكاتب إنه يعرف زوجيْن حريصيْن على قول:
“كان هذا الشيء مفيدًا القيام به”، وليس “أنت شخص مفيد”.
لكن هل هذا هو النهج الصحيح؟ ففي تجربة ذكية، قام كل من “جوان إي جورسيس، وإيريكا ريدلر” ببحث لمعرفة ماذا يحدث عندما نشيد بالسلوك المعطاء في مقابل الإشادة بالشخصية المعطاءة نفسها، فقد تم اختيار بعض الأطفال بشكل عشوائي وألقوا عليهم الثناء بطرق مختلفة، فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 7 – 8 سنوات تم إعطاؤهم شيئًا ما وتبرعوا به إلى الفقراء، بالنسبة لبعض الأطفال، تمت الإشادة بالعمل الذي قاموا به: “كان من الجيد إعطاء ذلك الشيء لهؤلاء الفقراء، نعم كان ذلك شيء جميل ومفيد القيام به”.
وبالنسبة للبعض الآخر من الأطفال تمت الإشادة بالشخص نفسه الذي قام بالعمل نفسه قائلين:
“أعتقد أنك من النوع الذي يحب مساعدة الآخرين كلما استطعت، نعم أنت شخص لطيف ومفيد للغاية”.
وبعد بضعة أسابيع لوحظ أنه عندما وجد المزيد من الفرص للعطاء والمشاركة مع الغير، كان الأطفال الذين تمت الإشادة بشخصياتهم أكثر سخاء من الذين تمت الإشادة بأفعالهم، فالإشادة “المدح” بالشخصية نفسها يساعدهم على استيعاب ذلك كجزء من هويتهم وتعلم الأطفال من يكونون من خلال مراقبة تصرفاتهم “أنا شخص مفيد”.
هذا الأمر يتوافق مع الأبحاث الجديدة التي يقودها عالم النفس “كريستوفر بريان” والذي يرى أنه بالنسبة للأخلاق الجيدة، يفضل استخدام الصفات بدلاً من الأفعال، ووجد أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3-6 سنوات يكونون أكثر فاعلية بنسبة تتراوح من 22-29% عندما تتم دعوتهم للمساعدة في مهمة ما محددة بدلاً من دعوتهم للمساعدة عمومًا، وهذا يشجعهم على أن يكونوا “متعاونين”، عندما تصبح أفعالنا انعكاسًا لشخصياتنا، فنحن نميل بشكل أكبر تجاه الخيار الأخلاقي والمعطاء، ومع مرور الوقت يمكن أن تصبح جزءًا منا.
الثناء “المدح” على ما يبدو له تأثير خاص في الفترات الحرجة عندما يتطور لدى الأطفال الشعور بالهوية، فعندما أشاد كل من “جوان إي جورسيس، وإيريكا ريدلر” بطباع الأطفال ذوي الخمس سنوات، لم يكن للفوائد التي ربما نتجت أي تأثير دائم، وهذا قد يرجع إلى أنهم في سن صغير جدًّا لاستيعاب الطابع الأخلاقي كجزء من الشعور المستقر للذات، وبمرور الوقت تختفي الاختلافات بين مدح الشخص ومدح الفعل للأطفال الذين في سن العاشرة، ويكون لكل منهما تأثير فعال وإيجابي، ويبدو أن ربط صفة الكرم والعطاء بالشخصية أكثر أهمية في سن الثامنة من العمر؛ حيث تكون بداية بلورة مفاهيم الهوية لدى الأطفال.
الثناء كرد فعل على حسن السلوك هو نصف المعركة، ولكن رد فعلنا على السلوك السيئ مهم أيضًا، فعندما يتسبب الأطفال بأذى فعادة ما يشعرون بأحد هذه العواطف الأخلاقية: الشعور بالعار “الخزي” أو الشعور بالذنب، وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأن هذه العواطف قابلة للتغيير، إلا أن البحث الذي يقوده الطبيب النفسي “جون بريس تانجني” يكشف أن تلك العواطف لها أسباب ونتائج مختلفة جدًّا، فالشعور بالعار “الخزي” هو شعور يجعلني أشعر بأني شخص سيئ، في حين أن الشعور بالذنب هو شعور بأني فعلت شيئًا سيئًا، الشعور بالخزي يكون الحكم السلبي على الذات الأساسية، والتي هي مدمرة: ذلك الإحساس يجعل الطفل يشعر بأنه بلا قيمة وفائدة ووضيع، وتكون النتيجة إما أن يهاجم الهدف (قولاً أو فعلاً) وإما أن يهرب من الموقف تمامًا، وفي المقابل فإن الشعور بالذنب هو الحكم السلبي على التصرف نفسه، والذي يمكن إصلاحه عن طريق حسن السير والسلوك، وعندما يشعر الطفل بالذنب فإنه يميل إلى تجربة الندم والأسف، والتعاطف مع الشخص الذي أساء له ومحاولة إصلاح الأمر.
فإذا كنا نريد لأطفالنا أن يهتموا بالآخرين، فنحن بحاجة لنعلمهم أن يشعروا بالذنب بدلاً من الشعور بالخزي والعار عندما يسيئوا التصرف، وفياستعراضللأبحاث عن العواطف والتنمية الأخلاقية لعالمة النفس “نانسي إيزنبرغ”، وُجِدَ أن العار يحدث عندما يُعبر الآباء عن غضبهم، ويتراجعون عن حبهم أو يحاولون تأكيد قوتهم من خلال تهديدات العقاب، ومن هنا قد يعتقد الأطفال أنهم أشرار، وخوفًا من هذا التأثير يفشل بعض الآباء في ممارسة الانضباط بالكلية والذي يتسبب في إعاقة تطوير المعايير الأخلاقية القوية.
الاستجابة الأكثر فعالية للسلوك السيئ هو التعبير عن خيبة الأمل؛ فوفقًا لأبحاث حرة وُجِدَ أن الآباء عليهم زيادة الاهتمام بأطفالهم بالإعراب عن خيبة الأمل وشرح لماذا كان السلوك خاطئًا، وكيف يتأثر الآخرون، وكيف يمكن تصحيح ذلك الوضع الخاطئ، فهذا يطور من قدرة الأطفال على وضع معايير للحكم على أفعالهم ويجعلهم قادرين على التعاطف والإحساس بالمسئولية تجاه الآخرين، والشعور بالهوية الأخلاقية التي تؤدي إلى أن يصبح شخصًا مفيدًا.
التأثير الإيجابي للتعبير عن خيبة الأمل هو أن يرتبط الرفض بالسلوك الخاطئ، إلى جانب التوقعات العالية واحتمالات التحسن والتطوير من جانب الطفل:
“أنت شخص جيد، حتى لو فعلت شيًئا سيًئا، وأنا أعلم أنك يمكنك فعل ما هو أفضل من ذلك”
فالأطفال يتعلمون الكرم والعطاء ليس من خلال الاستماع إلى ما يقوله قدوة لهم، ولكن من خلال مراقبتهم لما يفعلونه.
في تجربة تقليدية، قام أحد علماء النفس باختبار 140 طفلًا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية عن طريق إعطائهم جوائز من أجل الفوز في لعبة، هذه الجوائز يمكنهم الاحتفاظ بها أو التبرع بها لبعض الأطفال الفقراء. في البداية شاهدوا مدرسًا يمارس اللعبة مرة بالاحتفاظ بالجائزة ومرة بالتبرع بها، ثم يقوم بوعظهم عن أهمية الاحتفاظ بالشيء أو العطاء أو لا يقوم بالوعظ نهائيًّا. وقد كان تأثير الكبار ملحوظًا فالأفعال في الواقع أثرت أكثر بكثير من الأقوال، فعندما تصرف المدرس بأنانية، تبعه الأطفال، ولم تؤثر المواعظ كثيرًا، وعندما تصرف المدرس بسخاء، قام الأطفال بالتبرع بنفس ما تبرع به سواء تمت موعظتهم عن فضل الكرم أم لا (فقد أعطوا حوالي 85% أكثر من الطبيعي سواء تمت موعظتهم أم لا)، وعندما كلمهم المدرس عن فضل الأنانية رغم تصرفه بسخاء (أعطوا حوالي 49% أكثر من الطبيعي)، إن الأطفال يتعلمون الكرم ليس بالاستماع إلى ما يقوله من يمثلون قدوة لهم، ولكنهم يتعلمونه بمراقبة تصرفاتهم.
لاختبار ما إذا كان تأثير القدوة الحسنة يدوم، قام العلماء بتجربة نفس اللعبة بعد شهرين، ووجدوا أن أكثر الأطفال عطاءً هم أولئك الذين شاهدوا المدرس يعطي بسخاء ولم يستمعوا إلى أي مواعظ، وبعد شهرين آخرين، هؤلاء الأطفال كانوا أكثر سخاءً بنسبة 31% من الأطفال الذين شاهدوا المدرس يعطي بسخاء واستمعوا للموعظة، إن رسالة هذا البحث واضحة جدًّا، إذا لم تكن قدوة للعطاء فالموعظة لن تكون فعالة على المدى القصير.. أما إذا تصرفت بسخاء ثم قمت بالوعظ فإن هذا سيكون أقل فائدة على المدى الطويل من عدم الوعظ نهائيًا.
يعتقد الناس أن الطباع هي مسببة الأفعال، ولكن لتربية طفل صاحب أخلاق، لابد أن نتذكر أن الأفعال تشكل الطباع أيضًا، وكما قال أحد علماء النفس: “كيف أعرف من أنا قبل أن أرى ما أفعله؟ وكيف أعرف قيمتي دون أن أعرف طريقي؟”.
بيت دراس...
حيث ارض و بيت الاجداد.
قضاء: غزة
السكان 1948: 3190
تاريخ الاحتلال: 1948-05-10
وحدة الاحتلال: Giva'ati
مستوطنات أقيمت على الموقع قبل 1948: لا يوجد
القرية بعد عام 1948: لا يوجد
مستوطنات أقيمت على أراضي البلدة بعد 1948: Givati,A part of Azrikam
Video about this old city:
http://www.youtube.com/watch?v=EHkdlnzWU3I&sns=em
بيت دراس
قرية فلسطينية، تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة ، وتبعد عنها 32كم، وترتفع 50م عن سطح البحر، تبلغ مساحة اراضيها 16357دونما وتحيط بها اراضي قرى المجدل و السوافير الشمالي و الغربي، و البطاني الغربي و البطاني الشرقي ، و أسدود ، و حمامة .
معلومات عامة عن القرية
تبلغ مساحة أراضيها 16357 دونما منها 832 مزروعة بالحمضيات،وهي تجاور أراضي المجدل من الجنوب والسوافير من الشرق، و أسدود و حمامة من الغرب و البطاني الغربي و البطاني الشرقي من الشمال . كان أهل القرية يزرعون في أراضيهم الحبوب وأشجار الزيتون والفاكهة ، كما اعتنوا بتربية البقر والخيل والإبل والأغنام والدواجن. وكانت عندهم مطحنة آلية لطحن الحبوب. وكانت لهم علاقات تجارية مع أسدود والمجدل والفالوجة واللد والرملة ويافا وحمامه كما كانت القرية مركزاً ريفياً للقرى المجاورة . كانت في القرية مدرسة أنشئت عام 1932 م .
وفي بيت دراس مسجدان أحدهما مسجد "الشيخ أبو ياسين" ويخدم آل المقادمة ومن حولهم، والمسجد الكبير ويخدم آل أبو شمالة ومن يجاورهم. وفيها مقام "أبو قفة" ومقام له قبة تسمى قبة بردغة وفي القرية مغارة قديمة طويلة يبلغ طولها نحو كيلومتر واحد وخرب قديمة أثرية فيها دبش وفخار قديم مثل خربة عودة وغياضة وبردغة وفي شمال القرية واد يقطع القرية من الشرق إلى الغرب .
وفي الماضي بنى الصليبيون حصناً على التل المشرف على القرية، أما المماليك (1205-1517) فجعلوا من بيت دراس إحدى محطات البريد بين غزة ودمشق، وبنوا فيها خانا.
كما كان في القرية موقع أثري يضم بعض الأسس الحجرية والغرف معقودة السقوف.
وفي نهاية العهد العثماني وبداية عهد الاستعمار الإنجليزي بني بالقرب منها أحد أقدم مطارات فلسطين والذي حوله اليهود إلى مطار عسكري و يعرف حالياً بمطار هاتزور العسكري . تاريخياً بني المطار على أراضي تابعة لقرى قسطينة و البطاني الشرقي و ياصور .
لم يبق من أبنية القرية اليوم سوى أساس منزل وحيد، وبعض الحطام المتناثر، وتغطي النباتات البرية وبينها الصبار وأشجار الكينا المكان ولا يزال أحد الشوارع القديمة على الأقل ماثلاً للعيان ويزرع سكان المستعمرات الإسرائيلية المجاورة أراضي القرية.
سكانها
قدر عدد سكان القرية في عام 1922 حوالي (1670)نسمة، وفي عام 1945(2750)نسمة .
من عائلات بيت دراس : بارود، المقادمة، اليازوري، أبو شمالة، عابد، تايه، نصار، الحداد، زهد ، الحاج أحمد ، سلامة ، منصور ، وادي ، داود . وكل عائلة تلتقي في المساء في ديوان خاص بها للتحدث والتشاور واستقبال الضيوف من داخل القرية وخارجها، ويرأس كل عائلة مختار مسموع الكلمة وقد عرف البدارسة بالشجاعة والكرم والمروءة والأكلة الشعبية عندهم المفتول مع لحم العجول. وكان مختار هذه البلدة قبل النكبة محمود إسماعيل بارود . ويقدر مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (19590)نسمة.
معنى اسمها
يعني اسمها مكان دراسة الحنطة، فهي تحريف (مدرس) أي: (بيدر) ويدعي بعض الناس أنها نسبة إلى بيت إدريس (النبي) و التي تقع في الشمال الشرقي من غزة على مسافة 46 كيلاً، وترتفع 45 متراً عن سطح البحر، وذكرت باسم (تدارس) في صبح الأعشى.
التاريخ النضالي للقرية
دافع الأهالي عن قريتهم ببطولة بين 16 آذار - مارس 1948 و حتى 21 أيار - مايو 1948 ضد هجمات لواء غيفعاتي يساعدهم المناضلون من أبناء القرى المجاورة مثل أسدود وحمامة والسوافير والبطاني الغربي و البطاني الشرقي والفالوجة ، و فيما يلي أهم المعارك التي خاضها هؤلاء المناضلون دفاعاً عن القرية :
1- نشبت المعركة الأولى في 16 آذار - مارس 1948 وفيها تمكن مناضلو القرية من صد هجوم كبير قامت به الهاجاناه الصهيونية وهدموا قبل انسحابهم منزلين وأصيب المختار حسين عقيل بجرح بالغ كما استشهد ثلاث رجال وامرأة .
2- في 27-28 آذار- مارس 1948 م قامت قوات الهاجاناه الصهيونية بقصف بيت دراس بشكل عشوائي ، وأوقع هذا الهجوم تسعة شهداء من سكان القرية كلهم غير مقاتلين.
3- في 16 نيسان - إبريل 1948 م قام اليهود بهجوم استخدموا فيه أربعة مصفحات ثم انسحبوا بعد أن تعرفوا على درجة المقاومة عند الأهالي.
4- في أول أيار - مايو عام 1948 م هاجم اليهود القرية من محورين شرقي و غربي عند الفجر و استخدموا قوات مشاة كبيرة في الهجوم ، و ركزوا مدافعهم في موضع يسمى نصار وأخذوا من هناك يقصفون القرية من الشرق بينما زحف المشاة من الغرب فاحتلوا المدرسة وتقدموا تحت غطاء قصف مدافع "البرن" و "المورتر" وقاوم المناضلون بجرأة وثبات حتى استعادوا المدرسة وهب لنجدتهم رجال أشداء قدموا من أسدود وحمامة والسوافير والبطاني الغربي و البطاني الشرقي وإذ ذاك تقدمت القوات البريطانية وفصلت بين الطرفين وقيل أن اليهود خسروا في هذه المعركة 175 قتيلاً و للعلم فقد بنت إسرائيل نصباً تذكارياً لقتلاها في هذه المعركة قرب مكان المعركة لأهميتها و للعدد الكبير من الجنود اليهود الذين سقطوا فيها ، بينما فقد العرب 8 شهداء و22 جريحاً وتعتبر هذه المعركة أكبر معارك ديار غزة قبل دخول الجيوش العربية. ويذكر أيضاً مشاركة عدد كبير من الرجال من القرى المجاورة منهم من قرية حمامه في تلك المعركة الحامية مثل محمد طبيش صقر، فارس شحادة صقر، محمود الجعيدي، محمد حسين، إسماعيل النجار، صبحي عبد الباري، محمود الحاج مقداد، محمد إسماعيل مقداد، مصطفى القرم، عبد الوهاب الفار، حسن الزهار، محمد إبراهيم أبو ريالة، محمود إبراهيم أبو ريالة، إبراهيم عوض الله، حسن الندى أبو سلطان، محمد شحادة شامية، خليل المحروق أبو سلطان، عثمان أبو سلطان. وقد جرح من أبناء حمامه في تلك المعركة اثنان هما، محمود إبراهيم أبو ريالة، محمود الجعيدي صقر. واصيب مع المختار حسين عقيل ابنه عبد الرحمن .
5- وفي 21 أيار- مايو عام 1948 هاجم اليهود هذه القرية بقوات كبيرة تدعمها المصفحات وطوقوا القرية من جهاتها الأربع لمنع وصول إمدادات إليها و ترافق الهجوم مع قصف مدفعي عنيف وزحف المشاة عليها من الغرب و الجنوب ، و بناء على شدة الهجوم و القصف فقد طلب مقاتلو القرية من النساء والأطفال والشيوخ مغادرة القرية بهدف تخفيف الخسائر بين العزل، وتحرك هؤلاء عبر الجانب الجنوبي من القرية، ولم يكونوا على علم بأن القرية مطوقة من مختلف الجهات، لذلك فما أن بلغوا مشارف القرية الخارجية حتى أمطرهم الصهاينة بالنيران، رغم كونهم نساء وأطفالاً وشيوخاً عزل، وكانت مجزرة سقط فيها حوالي (260)شهيداً.
وأحرق اليهود بيادر القرية ونسفوا عدداً كبيراً من بيوت القرية وأبلى البدارسة بلاء اًحسنا، رغم عدم تمكن القرى المجاورة من إمدادهم ، بسبب تطويق القرية ، كما قيل أن القوات الصهيونية التي هاجمت القرية من الغرب كانت ترفع العلم العربي فانخدع بها مقاتلو القرية وظنوها إمدادات عربية لكنها ضربتهم حين اقتربت منهم ، و قد نفذت القوات الصهيونية مذبحة انتقامية في القرية بعد احتلالها حيث جمع عدد من سكان القرية في مسجد القرية و أعدموا ميدانياً .
بعد احتلال القرية بدأ سكان بيت دراس ينزحون عن قريتهم إلى أسدود وحمامة .
كما سببت سيطرة اليهود على قرية بيت دراس و المجزرة التي نفذت في القرية بعد احتلالها حالة من الخوف في القرى المحيطة ببيت دراس مثل قرى البطاني الغربي و الشرقي والسوافير وجولس مما تسبب في ترك سكانها لقراهم خوفاً من مجازر مشابهة.
فدائيو بيت دراس
ومن مشاهير مجاهديها الشهيد نواف محمود بارود ابن مختار البلده ,و عبد اللطيف أبو الكاس (1926 ـ 1956م) الذي شارك في الدفاع عن بلدته ، وبقي يعمل فيما بعد فدائياً حتى استشهد سنة 1956م خلال هجوم اليهود على خان يونس خلال العدوان الثلاثي . ومن أبنائها اليوم الشاعر عبد الرحمن بارود . مؤسس الجماعة الإسلامية داخل السجون الصهيونية والشيخ جبر عمار أبو علي و الشهيد إبراهيم المقادمة والشهيد صلاح طلب نصار المقادمة والشهيد اكرم منسي نصار المقادمة والشهيد زاهر نصار المقادمة والشهيد صلاح نصار المقادمة والشهيد ياسين نصار المقادمة والشهيد اكرم نصار المقادمة والشهيد فادي نصار المقادمة والشهيد باسل خليل اليازوري المفادمة والشهيد احمد خليل اليازوري المفادمة والشهيد العقيد راجح بارود والشهيد المقاوم مؤمن بارود والشهيد احمد دياب الحداد المقادمة والشهيد جميل وادي المقادمة ، وفى عام 1969 استشهد عبد الرحيم محمد يوسف الحداد في مزارع الموز في اريحا أثناء قيامه مع مجموعة من الفدائيين بعملية استشهدوا على اثرها . و من الشهداء الذين صدوا العدوان الصهيونى عن قرية بيت دارس ودافعواعنها بباسلة وعزيمة صلبة الشهيد على عبد الله عمار ، وفى معارك بيت دراس عام1948 استشهد عدد كبير من اهالي بيت دراس تم ذكر بعض اسمائهم سابقا واصيب عدد اخر عرف منهم المصاب سعيد محمد يوسف الحداد والدى اصيب بجوار مدرسة بيت دراس ، و من أهل بيت دراس أيضا الشهيد حسين خالد يوسف سعد وهو من أقوى رجال بيت دراس توفي سنة 1922 واشتهر بهجماته على اليهود وقتله واحد اسمه جيليو سيزر.
المستعمرات المقامة على أراضي القرية
دمر اليهود قرية بيت دراس في 11/ 6/ 1948. وفي عام 1950 أقامت إسرائيل ثلاث مستعمرات على أراضي القرية، هي "عزريكام"، و"أمونيم" و"غفعاتي" وفيما بعد في الخمسينيات أيضاً أقيمت مزرعة باسم "زموروت" في موقع "خربة عودة"، التي كانت على أراضي بيت دراس .
الجمعة، ٩ مايو ٢٠١٤
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)