بسم الله الرحمن الرحيم
لعل المرض و الفقر ابتلاء من الله سبحانه و تعالا و امتحان للعبد، تماما كالرزق و الصحة و سعة العيش، اما الوفاة فهي ليست ابتلاء بل هي قدر و نهاية الاختبار، ولعل المسلم يفرح به لأنه ذاهب للقاء ربه، ولكنه ابتلاء لمن حول المتوفى من اهله و اخوانه المسلمين... فهل يصبرون.... هل يحتسبون.... هل يتعظون...
وقد جرت العادة على ان تستعمل كلمة -البقية في حياتك- في تعزية الناس، وربما هي دعوة لتتمة صالحات اعمال المتوفي في حياة اهله و اخوانه فدعائهم يصل اليه و كذلك صدقتهم.... أما افضل القول في العزاء فهو الدعاء للمتوفي بالرحمة والمغفرة و لأهله بالصبر و الاحتساب....
و من رحمة الله بنا نعمة الاسلام التي لا مثلها نعمة فقد جعل الله للمسلم في كل شيء حسنة سواء في شكر النعمة او الصبر على المحنة، ليس هذا فقط انما يعيننا الله على الصبر و يواسينا حتى لا يتملكنا اليأس و الحزن فتجد الله يفتح لنا باب الخروج من احزاننا على احبابنا كي لا يتمكن الأسى من قلوبنا فكثيرا ما يكون المتوفى قد قضى فترة طويلة يعاني من المرض و الامه و مشقاته و تجد كل اهله و من حوله يريدون ان يساعدوه في هذه المحنة ولكن بلا جدوى فيكونون مكبلين الايدي لا يستطيعون فعل شيء للتخفيف عنه.... اما بمجرد ان يتوفى تفتح ابواب الدعاء و الصدقات و الكثير مما يستطيع اهل المتوفي القيام به لأجل فقيدهم .... هذه الاعمال الايجابية تساعد كثيرا على شفاء القلوب و الصبر في المحنه و تفريغ شحنة الحزن في ما هو مفيد للعبد و للمتوفي..... وهذا فقط للمسلمين المؤمنين الذين يعرفون الله حق المعرفة .... مصداقا لقوله تعالى في سورة النحل 97 : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق