من حديث القرضاوي
هل تكون مع هؤلاء الذين يطالبون بالحق ويرفضون الباطل وينشدون العدل ويأبون الظلم تكون مع هؤلاء ولا مع الظالم اللي سرق أموال البلد ونهب الثروات وصنع الفساد وعذب الناس حتى الموت وفعل الأفاعيل تكون مع هذا ولا مع هذا؟ يعني أنا أتعجب من هؤلاء المتدينين والذين يدعون العلم، بيعتمدوا على حديث في صحيح مسلم، حديث حذيفة اللي فيه "وإن جلد ظهرك وأخذ مالك" وهذا الحديث ليس من أصول مسلم، مسلم أحاديثه نوعان أحاديث أصول وأحاديث متابعات، فأحاديث المتابعات هذه لا يدقق مسلم فيها تدقيقه في أحاديث الأصول، فهذا حديث من أحاديث المتابعات وقد قال فيه الدار قطني، هو الحديث يعني عن أبي سلام قال قال حذيفة بن اليمان يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير.. إلى آخره، وبعدين في هذا الحديث أنه في ناس يقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جسمان إنس، قال قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. هذا الحديث ليس صحيحا إن كان في مسلم ولكنه من أحاديث المتابعات وهو مرسل قال الإمام الدار قطني في الإلزامات والتتبع أخرج مسلم حديث معاوية بن سلام عن زيد عن أبي سلام قال قال حذيفة وذكر الحديث، فقال وهذا عندي مرسل يعني منقطع، يعني من شروط صحة الحديث أن يرويه عدل ضابط، يعني إنسان عادل مأمون في دينه ضابط يعني بيحفظ كويس ما يخربش ذاكرته يعني تكون ذاكرته سليمة تماما متقنا للحفظ وبعدين متصل السند من مبتدئه إلى منتهاه، اتصال السند شرط في صحة الحديث فهذا الحديث ليس متصل السند لأن أبا سلام هذا الذي روى عن حذيفة قالوا لم يسمع من حذيفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق