الأربعاء، ١١ يونيو ٢٠١٤

خطر ببالي اليوم اثناء سيري في الطريق:


اذا وجدت الان وانا اسير طائر صغير ساقط من عشه... كيف سيكون حاله و الا ماذا سيؤل مصيره؟

 فقلت: الموت الاكيد في اغلب الاحيان... ولكني فكرت اني كنت  لانقذه من الموت المحتم ...واخذه و اعتني به حتى يكبر ... و سعدت لاني كنت سوف اخلصه من هذا المصير المحتوم ... وشعرت ان هذا الطائر الافتراضي كان سيشعر بالكثير من السعادة و البهجة  لاني انقذته.... وكنت لاكون سعيدا لانقاذه.


ولكن ماهي الا ثواني معدودة حتى بدأت افكر:  وماذا عندما يكبر هذا الطائر؟


بسرعة خطر ببالي اني سوف اطهوه و اتغدى عليه ...


ثم تداركت نفسي ... كيف انقذه اليوم كي اقتله بعد حين... وماذا اذا علم هذا الطائر الان اني انقذه اليوم لاقتله بعد حين؟ كيف سيكون شعوره؟ هل سيكون فرحا مسرورا كما ظننت اني جعلته؟


بالطبع كانت الاجابة واضحة في مخيلتي : لا، سيكون بائسا.


ففكرت انه ربما علي ان احتفظ به في قفص... ثم عاودت التفكير ... هل انقذته اليوم كي احبسه طوال عمره حتى يموت؟؟ وماذا سيكون شعور هذا الطائر اذا علم الان اني انقذه لاسوقه الى هذا المصير؟


ثم قلت بثقة و سعادة: ما ان يكبر و يشتد عوده، اطلقه ليعيش بحرية و يستمتع بحياته .... و كنت سعيدا و شعرت ان العصفور كان ليسعد بانقاذه ليلاقي حريته فيما بعد....


ولكن ما هي الا ثوانٍ حتى تذكرت مدى المخاطر التي سيتعرض لها من البشر و الحيوانات و الامراض و الطقس ... و طبعا التقدم في العمر ... وكلها اخطار ستهدد حياته في كل لحظة و ربما ستنهيها في اول يوم او بعدها بفترة قصرت او طالت.....


هل املك له مهربا من هذا المصير ... لم اجد ... 


ولذلك فكرت هل كان الطائر ليفرح و يسعد بانقاذي له من الموت الان لأدعه يموت فيما بعد؟

اعتقد انه كان ليكون حزينا بائسا منتظرا المصير المحتوم الذي لا مفر منه.


وعندها خطر في بالي ان هذا هو مصيري و مصير كل الخلائق ... فكلنا سنموت وليس هذا الطائر فقط، وتعجبت  !!! 


اذا كنت اعتقد ان هذا الطائر لم يكن ليسعد ويبتهج كثيرا  بانقاذي له الان من الموت لانه سيلاقيه اجلا ام عاجلا..... فلماذا لست اشعر كشعوره هذا ؟ رغم اننا في نفس الموقف؟ 


ولم تمضي ثوان حتئ تذكرت الدنيا... تلهينا عن ما هو ات.... تشغلنا و تغرنا فننسا اننا راحلون، لها تاركون ... ولكل ماعليها مفارقون ...  ثم الى قبورنا قاطنون... و بعملنا متزودون للقاء خالقنا ... ثم الى جنة و حياة حقيقية حيث البهجة و السرور الحقيقيان.... او الى نار و عذاب حيث يكون الموت و الفناء امنية ولكنها تستحيل على التحقيق ....


كأمنية هذا الطائر بالنجاة من الموت -التي  توسم اني استطيع تحقيقها له-


فمالي الا الاسراع بالعمل، و الاستعداد، فلا زاد ينفع الا ما عملته في حياتك التي لا تدري متى تفارقها ...وتذكرت قوله تعالى:


(وما يلقاها الا الذين صبرو * و ما يلقاها الا ذو حظ عظيم)


صدق الله العظيم

ليست هناك تعليقات: