الامن و الامان المشروطين بالعبودية الحديثة، فهي متاحة فقط للمواطن الذي لا يسال، لا يناقش، لا يعترض، لا يحلم، لا يفكر، لا يطمح، لا يشارك، لا يسمع، لا يرا، لا يتكلم... وطبعا يجب ان لا يبدي اي امتعاظ او حتى تذمر ولو مع صديقه، جاره او حتى زوجته عن نقص او انعدام الخدمات و الحقوق البسيطة للانسان من عمل، علاج، سكن، حتى المواصلات الكريمه .....
ففي عالمنا يجب ان تكون مواطن داجن او مستأنس كي تتمتع بحقوقك كإنسان، وهذه الحقوق ايضا تتمايز و تختلف حسب درجة مواطنتك، فكي يصبح لك حقوق يجب ان تكون ضمن فئات معينة مثل ضباط الجيش او الشرطه، اصحاب الثروات، القضاة او المخابرات او امثالها من الادوات التي يستعملها النظام لابقاء الدواجن المستانسة في مزرعته وتحت سيطرته و تبطش به ان همس لنفسه او فكر بغير ذلك......
طبعا الفرصة الوحيدة لاي فرد في المجتمع كي يصبح انسان ان لم يولد في لاحد ينتمي لاحد هذه الفئات التي تتمتع بحياة انسانية هي ان يحاول بكل ما اوتي من قوة ان يدخل تحت مظلتهم ربما بالانخراط في الجيش او الشرطة ليصبح العصى التي يضرب بها سيده، او ان يناسب او يتزوج من اصحاب المعالي....
نحن نتحدث عن ماضي وحاضر كلنا عايشناه و رأيناه بأعيننا... وربما هربنا منه ...
وهذا ليس مقام الخوض فيه...
اذا المواطن كان بين ماضي عبودية و موت بطيئ و حياة مهانة ... وبين حاضر ليس بافضل و ربما في نظر البعض اسوا.....
فاذا كنا لسنا راضين عن حاضرنا... فهذا لا يعني ان نبكي على ماضينا، ولعل الاولا بنا ان نتطلع لمستقبل يكون افضل من الحاضر و الماضي.
ايمن ميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق