أفمن اتخذ الهه هواه:
- رغم بساطة المنهج الالهي ( لا تأكلو من هذه الشجرة) الا ان ادم وحواء خالفا قانون الله واتبعا هواهما و فضولهما بتحريض من الشيطان.
- كذلك رغم بساطة القوانين و التشريعات السماوية التي انزلها الله على البشرية منذ بدئ الخليقة الا ان ابناء ادم وحواء دائما ما كانو يفضلون اهوائهم و رغباتهم التي تخدم مصالحهم او تلبي شهواتهم....على حساب قوانين رب العالمين..
- كذلك حدث مثل ذلك مع مدعي اليهودية... فبعد وفاة الانبياء ... وضع الخلف -ممن يدعون التدين والوصاية على الدين- دينً على هواهم بما يخدم مصالحهم و شهواتهم و يكرس سلطتهم ..فحاربوا وقتلوا وصلبوا الانبياء كيحيى و زكريا و سيدنا عيسى عليهم جميعا السلام ... بحجة التمسك بتعاليم الله و شرعه.... ولكن الحقية هي لانهم لا يطيقون ان يقيدهم شيئ الا اهوائهم و رغباتهم....
- كذلك فعل مدعي المسيحية بعد ذلك، فقد وضعوا شرائع مختلفة و متناقضة في بعض الاحيان... كل فريق حسب هواه و رغبته بما يخدم مصالحه.... ولا مانع بأن تتغير قوانين الله فتصبح الجريمة شيئ مباح و الخطيئة سلاما و محبة و حرية و تقدم ... مادام كل ذلك يطابق هواً أو مصلحة....
- كذلك فعل العرب في الجاهلية؛ كل فرد او جماعة صنعو اللههم بايديهم و اعطوه من الصفات اعلاها... ولكنه طبعا لا يأمر ولا ينهى ولا يحلل ولا يحرم ... وهكذا ضمنو انهم سيتبعون هواهم و رغباتهم في انفسهم و اموالهم بلا رقيب او حسيب ....
- جاء نبي الاسلام كي يخلص الناس من اتباع الهوا و الشهوات لاتباع قانون رب السماوات.. فلا ظلم ولا تحكم من احد ولا فضل لاحد على احد ... الله وحده الاهل للعبادة و الاتباع... فما عليك ايها الانسان الا ان تُسّٓلم نفسك و حياتك لقوانين خالقك التي وضعها في كتابه الذي تعهد بحفظه بلا تحريف او تبديل الا يوم الدين....
- ولكن افة اتباع الهوا مستمرة متأصلة في الانسان.... وكحال غيرهم رأينا المتأسلمين يصنعون شيوخهم و مراجعهم و أأمتهم الذين لا ينطقون عن هوا مشغليهم و صانعيهم و اولياء نعمتهم..... طبعا الكثير من الناس ( للاسف القليل عن جهل و الكثير عن لا مبالاة او استحسان او لهوا عنده) يتبعون و يصدقون ان هذا هو شرع الله....
للاسف هذا ليس شأن المتأسلمين من السلاطين فقط ... فالحكام و الزعماء يصنعون او يوظفون من لا ينطق الا بما يريدون ولا يقول الا بما يتماشى مع مصالحهم....
وللاسف حتى من يقومون على بعض المساجد، او لهم مكانة في عشيرتهم او قومهم، يستقدمون او يوظفون الامام الذي لا ينطق عن اهوائهم و رغباتهم و يتحمس لطريقتهم....
و حتى الافراد العاديين ممن يتبع الشيخ او المفتي الذي يتماشى مع هواه و مصالحه ...
البعض يتبع هذا الشيخ، او هذا العالم او هذا الامام او تلك الطريقة او هذا المذهب لانه اما يتوافق مع هواه او مصالحه اما انه متعود على ما كان يفعله اهله او قومه ....
للاسف الكثير منا - الا من رحم ربي- يتبع دين الله ولا يتبع هَوَاه....ولا يورث ما يعبده لقومه و ولده...
قال تعالى : أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا . قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية : أرأيت من اتخذ إلهه هواه ، أي : مهما استحسن من شيء ورآه حسنا في هوى نفسه كان دينه ومذهبه.
وقال ايضا
- (قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آباءنا)
( قالو بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون)
صدق الله العظيم
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق