الجمعة، ٢٩ يناير ٢٠١٠

قال تعالى في سورة الشرح:" فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا "

فقرة من تفسير ابن كثير:

وقال ابن جرير حدثنا ابن عبد الأعلى حدثنا ابن ثور عن معمر عن الحسن قال :
خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما مسرورا فرحا وهو يضحك وهو يقول " لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين" فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا "

وكذا رواه من حديث عوف الأعرابي ويونس بن عبيد عن الحسن مرسلا وقال سعيد عن قتادة ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه بهذه الآية . فقال " لن يغلب عسر يسرين "

ومعنى هذا أن العسر معرف في الحالين فهو مفرد واليسر منكر فتعدد ولهذا قال " لن يغلب عسر يسرين" يعني قوله " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا " فالعسر الأول عين الثاني واليسر تعدد.

وقال الحسن بن سفيان حدثنا يزيد بن صالح حدثنا خارجة عن عباد بن كثير عن أبي الزناد عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أنزل المعونة من السماء على قدر المؤنة ونزل الصبر على قدر المصيبة "

ومما يروى عن الشافعي أنه قال : صبرا جميلا ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا

وقال ابن دريد أنشدني أبو حاتم السجستاني : إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب وأوطأت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب ولم تر لانكشاف الضر وجها ولا أغنى بحيلته الأريب أتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب

وقال آخر

ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج .

الأربعاء، ٢٠ يناير ٢٠١٠

تعدد الزوجات
انا لست على قدر من العلم كي اتحدث عن الهدف من هذا التشريع و لماذا شرعه الله من وجهة نظر شرعية ...ولكني اريد ان اعلق على هذا الموضوع و ابحث في حقيقته و اضيء بعض جوانبه المشرقة التي يغفل الكثيرين عن ذكرها في اطار تركيزهم على احراج المسلمين و مهاجمة الاسلام:

- لا يجب ان ننسى ان تعدد الزوجات كان شائعا منذ اول الزمان في كثير من الشعوب و الحضارات القديمه منها و المعاصرة ، على سبيل المثال المجتمعات القبليه المغلقه في الامزون و افريقيا، كما مارسه ايضا الانبياء، ولم يكن هناك حدود للتعدد ولا حقوق للزوجات كما هو الحال في ديننا الحنيف الذي يحث على العدل ماديا و معنويا بين الزوجات و البنات و الاخوات سواء في حياة الرجل او بعد وفاته في توزيع تركته.

- اذا نجد ان الاسلام لم يأتي ببدعة أو يأتي بجديد ولكنه قنن و حصر التعدد بـ 4 فقط - واعتقد ان هذه نقطة تحسب لصالح النساء في الاسلام- كما انه اشترط على الزوج العدل بين الزوجات و نهاه عن التعدد اذا لم يستطع ان يوفي بهذا الشرط.

- و الاسلام في الحالات العاديه لا يحث على التعدد ولكننا نجد ان الهدف من تشريعه ليس المتعة و اللهو للرجال او تفضيل الرجال على النساء بل العكس هو الصحيح !!! كيف؟

- الاسلام دين يسر و ليس دين عسر، يبيح للناس ما فيه خيرهم و يسهل حياتهم و كما قلت سابقا اعيد ان الاسلام في اباحته تعدد الزوجات ينصف المرأه و يعطيها حقا اضافيا و ميزة اضافية و هي اختيار اما الانفصال او البقاء متزوجه من الزوج الراغب في التعدد....، فلنفترض ان الاسلام لم يبيح التعدد و نتامل هذا الحالة:

زوج و زوجة ( بغض النظر عن السبب الذي دفع الرجل للتعدد)..... يريد الرجل ان يتزوج بسيدة اخرى (بغض النظر عن السبب)
ماذا يفعل الزوج.............. لا يجد امامه الا ان يطلق الزوجة الحالية، وان افترضنا جدلا ان الزوجة تتفهم حاجة الزوج للزواج و تتقبله ..... لكن نجد الرجل مضطر ان يطلقها و ينفصل عنها و عن الابناء و تصبح ام ابنائه اجنبية بالنسبه له فلا يستطيع ان يراعيها ولا يراعي ابنائه وان شاء.

نجد الاسلام يتدخل ليعطي هذا الزوجة حق ان تختار البقاء او الطلاق على حسب تقييمها للموقف و لمصلحتها ومصلحة ابنائها فإذا وجدت وان بعد فترة من الزمن و التجربة ان الوضع الجديد لا يناسبها هي او الأبناء او فيه ضرر عليها او على الابناء يمكنها ان تتطلق.

نلاحظ ايضا ان التعدد يتم اولا بموافقة امرأة (الزوجة الجديده) و يعطي الحق للمرأة الاخرى ان تعترض و تتطلق من زوجها ان هي لم تستسغ الوضع...... اذا في كل حالة تعدد نجد امرأة توافق عليه لأنها ترا فيه خيرا لها و نجد امرأه اعطاها الاسلام الحق في الاختيار بين البقاء كزوجه او الطلاق....

اذا التعدد في الاسلام هو ميزه اضافيه تسمح للزوجه بأن تبقى متزوجة من الرجل الراغب في الزواج من اخرى ان هي ارادت، اما في غياب التعدد سنجد ان الرجل مضطرالي الانفصال و طلاق زوجته في سبيل تحقيق رغبته في الزواج من اخرى وان لم ترغب هي في الطلاق وما يترتب عليه من اثار عليها وعلى الابناء.......

اليس حق الاختيار الذي وهبه الاسلام للمرأة هبه من عند لله و ميزة ربما ساهم و يساهم في حفظ نساء و ابناء ضعاف!!!!

الاثنين، ١١ يناير ٢٠١٠

الإسلام يدعونا أن نكون كلنا دعاة، كل مسلم داعية لأن كل مسلم مأمور بقوله تعالى
{ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
[النحل:125]

وكل مسلم يدخل في قوله تعالى لرسوله

{
قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[يوسف:108]

فإذا كنت ممن اتبع رسول الله فيجب أن تكون داعيا إلى الله وداعيا على بصيرة

القرضاوي

تزود من التقوى فإنك لا تدري

إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من سليم مات من غير علة

وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

الثلاثاء، ٥ يناير ٢٠١٠