الأربعاء، ٢٠ يناير ٢٠١٠

تعدد الزوجات
انا لست على قدر من العلم كي اتحدث عن الهدف من هذا التشريع و لماذا شرعه الله من وجهة نظر شرعية ...ولكني اريد ان اعلق على هذا الموضوع و ابحث في حقيقته و اضيء بعض جوانبه المشرقة التي يغفل الكثيرين عن ذكرها في اطار تركيزهم على احراج المسلمين و مهاجمة الاسلام:

- لا يجب ان ننسى ان تعدد الزوجات كان شائعا منذ اول الزمان في كثير من الشعوب و الحضارات القديمه منها و المعاصرة ، على سبيل المثال المجتمعات القبليه المغلقه في الامزون و افريقيا، كما مارسه ايضا الانبياء، ولم يكن هناك حدود للتعدد ولا حقوق للزوجات كما هو الحال في ديننا الحنيف الذي يحث على العدل ماديا و معنويا بين الزوجات و البنات و الاخوات سواء في حياة الرجل او بعد وفاته في توزيع تركته.

- اذا نجد ان الاسلام لم يأتي ببدعة أو يأتي بجديد ولكنه قنن و حصر التعدد بـ 4 فقط - واعتقد ان هذه نقطة تحسب لصالح النساء في الاسلام- كما انه اشترط على الزوج العدل بين الزوجات و نهاه عن التعدد اذا لم يستطع ان يوفي بهذا الشرط.

- و الاسلام في الحالات العاديه لا يحث على التعدد ولكننا نجد ان الهدف من تشريعه ليس المتعة و اللهو للرجال او تفضيل الرجال على النساء بل العكس هو الصحيح !!! كيف؟

- الاسلام دين يسر و ليس دين عسر، يبيح للناس ما فيه خيرهم و يسهل حياتهم و كما قلت سابقا اعيد ان الاسلام في اباحته تعدد الزوجات ينصف المرأه و يعطيها حقا اضافيا و ميزة اضافية و هي اختيار اما الانفصال او البقاء متزوجه من الزوج الراغب في التعدد....، فلنفترض ان الاسلام لم يبيح التعدد و نتامل هذا الحالة:

زوج و زوجة ( بغض النظر عن السبب الذي دفع الرجل للتعدد)..... يريد الرجل ان يتزوج بسيدة اخرى (بغض النظر عن السبب)
ماذا يفعل الزوج.............. لا يجد امامه الا ان يطلق الزوجة الحالية، وان افترضنا جدلا ان الزوجة تتفهم حاجة الزوج للزواج و تتقبله ..... لكن نجد الرجل مضطر ان يطلقها و ينفصل عنها و عن الابناء و تصبح ام ابنائه اجنبية بالنسبه له فلا يستطيع ان يراعيها ولا يراعي ابنائه وان شاء.

نجد الاسلام يتدخل ليعطي هذا الزوجة حق ان تختار البقاء او الطلاق على حسب تقييمها للموقف و لمصلحتها ومصلحة ابنائها فإذا وجدت وان بعد فترة من الزمن و التجربة ان الوضع الجديد لا يناسبها هي او الأبناء او فيه ضرر عليها او على الابناء يمكنها ان تتطلق.

نلاحظ ايضا ان التعدد يتم اولا بموافقة امرأة (الزوجة الجديده) و يعطي الحق للمرأة الاخرى ان تعترض و تتطلق من زوجها ان هي لم تستسغ الوضع...... اذا في كل حالة تعدد نجد امرأة توافق عليه لأنها ترا فيه خيرا لها و نجد امرأه اعطاها الاسلام الحق في الاختيار بين البقاء كزوجه او الطلاق....

اذا التعدد في الاسلام هو ميزه اضافيه تسمح للزوجه بأن تبقى متزوجة من الرجل الراغب في الزواج من اخرى ان هي ارادت، اما في غياب التعدد سنجد ان الرجل مضطرالي الانفصال و طلاق زوجته في سبيل تحقيق رغبته في الزواج من اخرى وان لم ترغب هي في الطلاق وما يترتب عليه من اثار عليها وعلى الابناء.......

اليس حق الاختيار الذي وهبه الاسلام للمرأة هبه من عند لله و ميزة ربما ساهم و يساهم في حفظ نساء و ابناء ضعاف!!!!

ليست هناك تعليقات: