السبت، ١٥ سبتمبر ٢٠١٢

لماذا التمس لنا العذر؟
نجح صدام في حكم العراق كل هذه الفتره، لماذا لم تكن هناك هذه الصراعات والنزاعات بل وحتى التقاتل بين اطياف الشعب العراقي كالسنه والشيعة والاكراد.....

وماهي الاسباب والجذور التي تشعل وتغذي نار الفتنة والصراع الدامي بين اعراق و طوائف هذا الشعب؟

لماذا تتحارب وتتنازع القبائل الليبية؟ والتي كانت بالامس القريب جزئ لايتجزأ من نسيج جماهيرية القذافي وعائلته وقبيلته واتباعه وخدمه؟ هل كان القذافي عبقريا و قويا لهذه الدرجة كي يستطيع ان يفرض السلام والتفاهم والوئام بين اطياف شعبه طوال اربعين سنة او يزيد؟
هل يجب ان نرفع القبعة احتراملا لهؤلاء و امثالهم الكثر في بلادنا العربية؟ هل يجب ان تبكيهم شعوبهم وتتحسر على ايام القذافي و صدام؟

لماذا مرا كل هذا اللغط واتنازع والتصارع والتخوين بين اطياف المجتمع المصري؟ هذه النزاعات الجديدة على هذا المجتمع المتجانس بدرجة عالية ؟
هل كان عبد الناصر والسادات ومبارك عباقرة، ليستطيعو حكم كل هذه الاطياف
والتيارات شدية الختلاف و شديدة الاستقطاب طوال الستين عاما الماضيه بدون كل هذه التوترات والتناحرات التي نراها كل يوم بعد سقوط مبارك؟

هل الشعوب العربية لا تتقبل الحرية فعلا وعلينا قبول ذلك ونبحث لنا عن دكتاتور، سلطان، ملك او رأيس حيث لافرق بينهما عند العرب....؟ هل هذا هو الاصلح للبلاد والعباد؟

لعل هذا ما لا تخطئه عين من ينظر الى الاوضاع في بلدان الربيع العربي....

ولعل هذا ما نراه ايضا في سعي الشعب الصحراوي للاستقلال عن المملكة المغربية؟ الم تكن مبايعة الاجداد للملك امرا بديهي مسلم به من قبل؟ فما بال الاحفاد؟

وفي اليمن لا يختلف الحال كثيرا واعتقد انه مؤهل للتصاعد....بعد رحيل صالح المفاجئ بعد ثلاثين عاما قضاها على رأس الدولة مسيطرا على اوصالها محاربا وموحدا ....

هل نحن ذاهبون الاحرب اهلية في سوريا؟ هل يجب ان نشكر عائلة الاسد و نعتذر لهم كي يبقو في سدة الحكم والطغيان سنينا مديدة؟ وذلك حتى نحافظ على وحدة الشعب السوري ولا يتشرذم هذا القطر العربي العريق و ولا يتناحر ابنائه؟

اجد نفسي اكرر نفس السؤال حول قدرة هؤلاء الحكام في تهدئة كل اطياف واعراق هذه الشعوب والمحافظة على وحدة هذه الاقطار طوال هذه الفترات الطويلة....

ولكن كيف كانت البداية؟ هل واجه القذافي، صدام، او الاسد هذه الصراعات في بداية حكمه وتغلب عليها؟ هل استطاع بقوته وحكمته وحنكته ان يطفئ نيران الفتن ويوحد الصفوف....

لو كان الامر كذلك فلعلنا نتفهم ان تعود الامور الى سابق عهدها بغيابهم ولكني لم اجد ما يدل على ذلك، لا دليل ان اطياف مجتمعاتنا العربية تناحرت فيما بينها على هذا النحو قبل او اثناء حكم هؤلاء.... اذا لافضل لهم في اخماد هذه النيران .... لانها لم تكن موجودة من قبل....

اذا ماذا حدث اثناء حكم هؤلاء لينقلب الحال باختفائهم عن الساحة؟

هل هو نتاج لسياساتهم المستمرة والتي تتلخص تحت عنوان فرق تسد؟

كانو يزرعون الفتن، يظلمون طائفة و يكرمون اخرى، ينزعون الحق من صاحبه ويعطوه لغيره حسب مصالحهم ومايخدم استمراريتهم في الحكم ، وكل ذلك لشراء ولاأت وصنع تحالفات وتشويه مكونات المجتمع وتخريب بنيته فما عاد شيخ القبيلة شيخها ولا زعيم طائفة يمثلها ولا شيخ دين له كلمة بين اتباعه.... كلهم صور موضوعة من قبل الحكام كي يقهرو كل اطياف المجتمع.... مما انتج تشوهات خلقية ادت الى غياب الفكر والحكمة والخبرة .....

كل هذه الطوائف والاعراق والاقليات لم تكن يوما تتوجس، تخاف او تعارض الحكم المركزي الشمولي في ليبيا، العراق، سوريا، المغرب، اليمن او مصرولكن كنتيجه للظلم والاطهاد والترهيب والحرمان من الحقوق خلال حقبة هؤلاء الطغاة نجدهم نجد مكونات المجتمع لاتثق في بعضها البعض ولا اي حاكم خوفا من استنساخ الماضي الاليم فتجد نفسها مرة اخرى قابعة تحت بطش اي جهة فتتكرر الماساة.

ولعله رد فعل طبيعي ومنطقي وله امثلة في كل بقاع الارض مثلا في اسبانيا نجد الاختلاف العرقي واللغوي بين سكان الشمال والجنوب، الشرق والغرب، وسكان الجزر الاسبانية البعيده عن يابستها.....
ورغم هذه الاختلافات نجد هذه الاعراق منسجمة منطوية تحت مظلة العرش الاسباني والحكومة الاسبانية المركزيه...... لماذا؟ في ظني ان السبب هو تخلي السلطة المركزية عن الكثير من الصلاحيات لصالح الحكومات المحلية، يتمتع كل جزئ بنوع من الحكم الذاتي الذي يطمئن هذه الاعراق ويمكنها من ادارة مواردها المحلية والاستفادة منها و الدفاع عن مصالح السكان و هويتهم ولغتهم وعاداتهم و تقاليدهم كما نرا في برشلونه، الباسك، مايوركا و الاندلس...

ونرا هذا النظام السياسي يتكرر في المانيا، الولايات الامريكيه، كندا وغيرها....

هذا لا يعني ان اسبانيا و المانيا وكندا هي دول مقسمة ضعيفة، ولكنه يعني ان هذه الشعوب وجدت طريقة كي تتعايش معا بطريقة اتحاديه تحافظ على خصوصية، مصالح و تطلعات كل مكونات واطياف هذا الاتحاد حيث لا يسلم احد رقبته لاحد ولكن كل يسهر على حماية مصالحه في اطار الكل، وما مصلحة الكل الا مصلحة كل اجزائه ....

اعتقد انه بعد ان عاث هؤلاء الحكام والملوك في بنية المجتمعات العربية طوال هذه الفترات المديدة يجب علينا ان ننظر بنظرة التفهم لخوف هذا من ذاك و نتفهم الحاجة الملحة لتحقيق الحد الادنى من الامن والامان لكل اطياف المجتمع و نتحرر من فكرة الحكم المطلق المركز في مدينة، قصر وشخص ونتجه لمنح حرية وسلطه لكل الوان المجتمع كي تدير حياتها ومواردها في اطار حكم ذاتي يجمع يقوي الكل عن طريق تقوية اجزاءه.....

ليست هناك تعليقات: