عماد الدين السيد يكتب في جريدة الحصاد : من فكر في حقيقة وجود الله بعد كل ما حدث؟
لماذا دوماً الله صامت في الدنيا ... لا يجيب عن الأسئلة ... أين أنت من كل هذه الدماء التي تسيل؟! ... من كل هذا الظُلم الذي لم يبلغ بعد مداه؟
في "أولاد حارتنا" - الرواية التي اتهموا صاحبها بالكفر - كان أحد أهل الحارة عندما يتعرض لظلم شديد من الفتوة الشرير، يخرج على أبواب الحارة ويقف على أبواب قصر "الجبلاوي"، رمز الإله في الرواية، ويصرخ: أين أنت يا جبلاوي ؟! ... لماذا تبقى في قصرك ولا تنصرنا؟! ألست ترى كل هذا الظلم؟! أم أنك لم تعد هنا ... تركتنا ورحلت !
قالت لي: لو شككت في وجود الله لحظة، فثق أني سأنتحر فوراً. دلائل وجود الله في كل مكان حولنا، نسمة الهواء، والدم يجري في العروق، والحب يخفق له القلب، والبحر يحمل السفن والنجوم ترشدها ...
قالت: لا أشك لحظة في وجود الله، لكني أصبحت أشك في كل ما أخبروني به عنه. في كل تأويل الآيات التي قالوا إنها التأويل السليم !
قال لي: عندي نظرية لم تكتمل بعد، وهي أن الله لم يخلق الحق لينتصر ... بل خلق الحق ليعرفه الناس ... عرفوه، آمنوا به، ثم ماتوا عليه. وانتصار الحق هو أن يؤمن به الناس ويدافعون عنه. ولو قُتلوا جميعاً، كما قُتل أصحاب الأخدود.
لماذا خُلقنا أصلاً؟! هل لنعرف الحق ثم نخوض معركته؟! ... ولماذا نقاتل؟! ... هل لننتصر أم لكي لا نخجل من أنفسنا؟!
خرج الحُسين لينصر الحق وهو يعلم أنه سيُقتل لا محالة، وسيُقتل أهل بيته، أهل بيت النبي، لكنه عرف الحق، فما كان له أن يتجاهله بعد أن عرفه !
الله في كل مكان حولنا، شهيد على ما جرى، لكننا بحاجة أن نقترب منه بصدق لنعرفه أكثر ... ولنُبعد عن أنفسنا كل المفاهيم الخاطئة التي أخبرونا بها عنه.
يكفينا أننا اكتشفنا أن النية الحسنة وحدها لا تجعلك تكسب حرباً، وأن المؤمن الذي تملؤه البركة ولا يتوقف عن ترديد آيات الله، ليس كَّيس فَطِن كما كنا نظن، وأنه من السهل خداعه. وأنه لا يوجد مشروع إسلامي حقيقي، إنما هي عواطف جياشة تُقال في محاضرات دينية.
من لم يُعد التفكير في كل شيء بعد هذا المحنة المستمرة، فلن يثبت إيمانه في لحظة اختبار أشد ... ستأتي !
الإسلام يُعرف ... لا يُورث !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق